الطالبة الضحية
الطالبة الضحية


جرار زراعى يدهس طالبة جامعية  فى أكبر ميادين الزقازيق

أخبار الحوادث

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 12:22 م

‭  ‬إسلام‭ ‬عبدالخالق

‭‬لم‭ ‬تكُن‭ ‬تدري‭ ‬تهاني،‭ ‬الفتاة‭ ‬اليافعة‭ ‬بنت‭ ‬التاسعة‭ ‬عشر‭ ‬ربيعًا،‭ ‬أن‭ ‬ذهابها‭ ‬إلى‭ ‬دراستها‭ ‬بكلية‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬بجامعة‭ ‬الزقازيق‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬سيكون‭ ‬محفوفًا‭ ‬بأخطر‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تراه‭ ‬عيناها‭ ‬قبيل‭ ‬رحيلها‭ ‬عن‭ ‬الدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬؛‭ ‬وأنها‭ ‬ستفارق‭ ‬الدنيا‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬جراء‭ ‬خطأ‭ ‬لم‭ ‬ترتكبه‭ ‬أو‭ ‬تقترف‭ ‬ذنبًا‭ ‬لتصعد‭ ‬روحها‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬ضحيةً‭ ‬لتهور‭ ‬سائق‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬جرار‭ ‬زراعي‭ ‬كان‭ ‬يستقله‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬ميادين‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية‭.‬

‭.‬داخل‭ ‬مركز‭ ‬ومدينة‭ ‬أبو‭ ‬كبير،‭ ‬وبينما‭ ‬أعلنت‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬صباحًا،‭ ‬استيقظت‭ ‬تهاني‭ ‬داخل‭ ‬منزل‭ ‬أسرتها،‭ ‬نشيطةً‭ ‬كعادتها،‭ ‬أخذت‭ ‬ترتب‭ ‬حاجياتها‭ ‬وارتدت‭ ‬ملابسها‭ ‬على‭ ‬عجل‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬اعتادتها‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬أسرتها‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬تبعُد‭ ‬عنهم‭ ‬نحو‭ ‬الساعتين،‭ ‬واستقلت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬إحدى‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬الواصلة‭ ‬بين‭ ‬أبو‭ ‬كبير‭ ‬ومدينة‭ ‬الزقازيق‭.‬

وصلت‭ ‬السيارة‭ ‬إلى‭ ‬موقفها‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬ميدان‭ ‬الزراعة‭ ‬بمدينة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬هبطت‭ ‬الفتاة‭ ‬وترجلت‭ ‬قليلًا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬ميكروباص‭ ‬تذهب‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬حتى‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬قدرها‭ ‬ولحظاتها‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬إذ‭ ‬فوجئت‭ ‬بجرار‭ ‬زراعي‭ ‬يسير‭ ‬بسرعة‭ ‬كبير‭ ‬وقد‭ ‬دهسها‭ ‬في‭ ‬طرفة‭ ‬عينٍ‭ ‬وسط‭ ‬ذهول‭ ‬المارة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والطلبة‭ ‬والطالبات‭.‬

جلبة‭ ‬كبيرة‭ ‬أحدثها‭ ‬الحادث‭ ‬وتوقفت‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬منظر‭ ‬الدماء‭ ‬وبشاعتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قبل‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬عربة‭ ‬الإسعاف‭ ‬ونقل‭ ‬الفتاة‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الزقازيق‭ ‬الجامعي،‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬إنقاذها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬براثن‭ ‬الموت،‭ ‬لكن‭ ‬هيهات؛‭ ‬فلحظات‭ ‬فقط‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬للفتاة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصعد‭ ‬روحها‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬فور‭ ‬وصول‭ ‬جسدها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الزقازيق‭ ‬الجامعي‭.‬

هناك‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الزراعة‭ ‬كانت‭ ‬أجهزة‭ ‬الشرطة‭ ‬والأهالي‭ ‬يُحيطون‭ ‬بقائد‭ ‬الجرار‭ ‬الزراعي‭ ‬بعدما‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬الفتاة،‭ ‬قبل‭ ‬اقتياده‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬ثانٍ‭ ‬الزقازيق‭ ‬واتهامه‭ ‬بصورة‭ ‬رسمية‭ ‬بالتسبب‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬فتاة‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬ودهسها‭ ‬أسفل‭ ‬عجلات‭ ‬جراره‭ ‬حال‭ ‬وقوفها‭ ‬وانتظارها‭ ‬عربة‭ ‬سرفيس‭ ‬تصل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬كليتها‭ ‬بجامعة‭ ‬الزقازيق‭.‬

إخطار‭ ‬رسمي‭ ‬بشأن‭ ‬الواقعة‭ ‬تلقاه‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬والي،‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬الشرقية،‭ ‬من‭ ‬اللواء‭ ‬عمرو‭ ‬رؤوف،‭ ‬مدير‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬بمديرية‭ ‬أمن‭ ‬الشرقية،‭ ‬يفيد‭ ‬بورود‭ ‬إشارة‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬الزقازيق‭ ‬الجامعي،‭ ‬بوصول‭ ‬فتاة،‭ ‬بنهاية‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬جثةً‭ ‬هامدةً‭ ‬جراء‭ ‬التعرض‭ ‬لحادث‭ ‬دهس،‭ ‬وبالانتقال‭ ‬والفحص،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الفتاة‭ ‬تُدعى‭ ‬تهاني‭ ‬السيد‭ ‬حافظ‭ ‬محمد،‭ ‬19‭ ‬سنة،‭ ‬مُقيمة‭ ‬بدائرة‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬أبو‭ ‬كبير،‭ ‬طالبة‭ ‬بالفرقة‭ ‬الثانية‭ ‬بكلية‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬بجامعة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬قد‭ ‬تعرضت‭ ‬لحادث‭ ‬دهس‭ ‬أسفل‭ ‬عجلات‭ ‬جرار‭ ‬زراعي،‭ ‬وذلك‭ ‬حال‭ ‬وقوفها‭ ‬لاستقلال‭ ‬وسيلة‭ ‬مواصلات‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬كليتها‭ ‬بجامعة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬وذلك‭ ‬بمنطقة‭ ‬الزراعة‭ ‬التابعة‭ ‬لدائرة‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬ثانٍ‭ ‬الزقازيق‭.‬

فارقت‭ ‬الفتاة‭ ‬الحياة‭ ‬فور‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الزقازيق‭ ‬الجامعي،‭ ‬وذلك‭ ‬جراء‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحادث،‭ ‬فيما‭ ‬جرى‭ ‬ضبط‭ ‬سائق‭ ‬الجرار‭ ‬الزراعي،‭ ‬وتحرر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المحضر‭ ‬اللازم‭ ‬وأخطرت‭ ‬جهات‭ ‬التحقيق‭ ‬لمباشرة‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬الواقعة،‭ ‬قبل‭ ‬التصريح‭ ‬بدفن‭ ‬جثمان‭ ‬الفتاة‭.‬

‮ ‬ومع‭ ‬انسدال‭ ‬أستار‭ ‬الليل،‭ ‬وصل‭ ‬جثمان‭ ‬تهاني‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬بها‭ ‬سنوات‭ ‬عمرها‭ ‬التسعة‭ ‬عشر،‭ ‬وكأنها‭ ‬تودع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬مرت‭ ‬به،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تستقر‭ ‬السيارة‭ ‬بجوار‭ ‬أحد‭ ‬المساجد،‭ ‬وهناك‭ ‬تمت‭ ‬مراسم‭ ‬تشييع‭ ‬جنازتها‭ ‬ودفنها‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬أسرتها،‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬اعترت‭ ‬أهل‭ ‬مركز‭ ‬ومدينة‭ ‬أبو‭ ‬كبير‭ ‬وأصدقاء‭ ‬الفتاة‭ ‬وزميلاتها‭ ‬بالكلية‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬بين‭ ‬جنباتها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة